شوماخر رفض خلافة تود بحثاً عن الحرية

كشف الفرنسي جان تود، مدير فريق فيراري السابق، انه عرض على الألماني ميكايل شوماخر تولي منصبه خلفاً له ابتداء من نسخة موسم 2008 من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا وان إلا أن "البارون الأحمر" رفض، فذهبت مقدرات المهمة إلى الإيطالي ستيفانو دومينيكالي.

ورداً على ما جاء على لسان تود، قال "شومي"، بطل العالم سبع مرات (رقم قياسي) في تصريح أدلى به قبل أيام لصحيفة "هيرالد تريبيون": "حظيت بفرصة القيام بالمهمة نفسها التي كان يؤديها تود والمتمثلة بإدارة فريق فيراري. لقد عاصرت تود ولمست لمس اليد الحماسة التي كان يتمتع بها خلال قيامه بعمله والتي تعادل الحماسة التي كنت أقود بها سيارتي على الحلبات، إلا أنه كان يعمل بجهد كبير في مارانيللو (مقر فيراري)، وبصورة يومية، حتى انه كان يعمل أحياناً خلال أيام العطل، ولوقت متأخر. وعندها سألت نفسي: هل وجد هذا المنصب لي؟ وكان الجواب: بالتأكيد لا".

معلوم أن شوماخر رمى قفازيه نهائياً واعتزل السباقات بنهاية موسم 2006 وعمل مذاك مستشاراً لفريق "الحصان الجامح" وظهر في عدد من الجوائز الكبرى، كما انه قام بتجارب عدة لصالح فيراري فضلاً عن تجارب أخرى في رياضة الدراجات النارية، وقال: "لا أريد أن أحصر نفسي في حقل واحد. أريد أن أكون حراً واختار بهدوء ما انوي القيام به في حياتي. أنا متأكد من أنني سأجد ما يجعلني أشعر بالإثارة. أنا بحاجة إلى ذلك ولا يمكن أن اكتفي بالجلوس خلف المكتب بانتظار مرور الزمن".

وكان تود جزم في 25 أيار/مايو 2007 أن شوماخر لن يكون أبداً مديراً للفريق الإيطالي رغم اعترافه في حينها إلى أن "بروم بروم" يملك كل المعطيات لتولي المنصب.

وعندما سئل عن جدية هذا الأمر واحتمال حصوله (أي تولي شوماخر للمنصب)، قال الفرنسي: "لن أعلق على هذا السؤال. أعتقد انه لن يفعل ذلك أبداً. هل تعلمون ما تعني كلمة "أبداً"؟ ابحثوا عنها في المعجم وستعرفون حينها ماذا تعني".

وكان شوماخر عين لفترة في منصب مساعد تود لكن مواصفات المهمة بقيت مبهمة رغم انه قيل أن ميكايل سيسدي النصائح لسائقي الفريق، الفنلندي كيمي رايكونن، بطل العالم في نسخة عام 2007، والبرازيلي فيليبي ماسا، وصيف بطل العالم 2008.

وعزا بعض المراقبين إصرار فيراري في الإبقاء على شوماخر ضمن "الحظيرة الحمراء" إلى رغبتها في عدم خروج الماركة المسجلة تحت اسم الألماني في ما يخص التذكارات والألبسة وغيرها من ملكية الفريق الإيطالي وبحسب العقد الذي يربطها بـ"شومي" الذي يحصل على جزء من هذه الإرباح.

واستبعد شوماخر في مناسبة سابقة وتحديداً في 19 تموز/يوليو 2007 أن يتولى منصب مدير فيراري في بطولة العالم للفئة الأولى وقال في تصريح لصحيفة "بيلد" الألمانية في حينها: "هذه لم ولن تمثل قضية بالنسبة لي"، في إشارة إلى عدم اكتراثه بتولي مقدرات المهمة.

وفي الوقت الذي توجهت فيه الأنظار نحو إمكان تولي شوماخر منصباً بعيداً عن المقود، اعترف البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية للسباقات، انه يتمنى عودة "الأسطورة الألمانية" عن اعتزاله لمواجهة السائقين الشبان الموهوبين أمثال البريطاني لويس هاميلتون، سائق ماكلارين مرسيدس، بطل العالم عام 2008، والألماني سيباستيان فيتيل، سائق تورو روسو، وأبرز اكتشافات بطولة الموسم المنتهي.

وبين رفضه فكرة الارتباط "الرسمي" بفيراري، وصعوبة احتمال عودته سائقاً إلى الحلبات، يبقى عدم إقدام شوماخر على اتخاذ قرار نهائي بخصوص مستقبله لغزاً يعتبر بعض المتفائلين انه قد يؤول في نهاية المطاف إلى عودة غير متوقعة كتلك التي سطرها أسطورة كرة السلة الأميركي مايكل جوردان الذي اعتزل في صفوف شيكاغو بولز عام 1998 قبل أن يعود إلى الملاعب في 2001 بزي واشنطن ويزاردز.